اليوم الأول – الحياة طريق أم هدف؟
الحياة طريق أم هدف؟
مع سماحة العلامة الشيخ حسين المعتوق.
التغطية المصورة:
التغطية الصوتية:
التغطية المكتوبة:
الموسم العاشورائي – محرم الحرام 1447 هجري
محاضرة اليوم الأول تحت عنوان: الحياة طريق أم هدف؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى أهل بيتك الطاهرين، وعلى أرواح الشهداء في كربلاء، سلام الله عليك إلى يوم الدين.
النقطة الأولى: مبدأ الاختلاف بين الناس في فهم الحياة
تنتظم المدارس الفكرية والاتجاهات الإنسانية في فهم الحياة ضمن اتجاهين رئيسيين:
- الحياة طريق ووسيلة لهدف أسمى
يرى أن الحياة ليست هي الهدف بحد ذاتها، بل هي مقدمة لتحقيق هدف سامٍ بعد هذه الدنيا، وهو الغاية الأسمى والنهائية. - الحياة هي الهدف النهائي
يرى أن هذه الحياة الدنيا هي كل شيء، وأنها لا تعدو كونها هدفًا بحد ذاتها، فلا توجد غاية بعدها، وهدف الإنسان هو تحقيق الراحة والسعادة فيها بأي ثمن. 
الآثار المترتبة على كل اتجاه
- إذا اعتبرنا الحياة طريقًا لهدف أسمى، فنتبنى القيم والمبادئ، حتى وإن أدى ذلك إلى تحمل المعاناة أو فقدان الحياة الدنيا.
 - أما إذا كانت الحياة هدفًا نهائيًا، فتصبح القيم والمبادئ غير مهمة، ويصبح تحقيق المنفعة الذاتية والمصلحة الشخصية هو الموجه الأساسي للسلوك.
 
النقطة الثانية: النظريات الحديثة وإنكار القيم
تتجه بعض المدارس الفكرية الحديثة والفكر الإباحي إلى:
- إنكار القيم والأخلاق، واعتبارها مجرد مثاليات لا واقعيات.
 - اعتبار المنفعة والمصلحة هي الأساس في تحديد السلوكيات.
 - اعتبار القيم مجرد كلام بلا واقع أو تأثير حقيقي.
 
النقطة الثالثة: تفسير الحياة والتاريخ: المادي مقابل الغيبي
هناك اتجاهان في تفسير وقائع الحياة:
- الاتجاه المادي:
يؤمن بأن حركة التاريخ والحياة محكومة بعوامل مادية فقط، وينكر وجود أي دور للغيبيات أو الإيمان بالله. - الاتجاه الغيبي:
يرى أن هناك قوة غيبية وإلهية تتحكم في مجريات الحياة، وأن قدرة الخلق مرتبطة بإرادة الله تعالى وحكمته. 
النقطة الرابعة: الحاجة إلى الفهم الواعي للدور الغيبي في الحياة
- هناك فهم نادر وعميق يعي مكانة الإنسان ودور الغيب في الحياة.
 - وهناك فهم سطحي ساذج يجعل الإيمان مجرد كلام بلا تأثير حقيقي على حياة الإنسان.
 - الإمام علي عليه السلام يبين أن الوعي والفهم العميق للحق هو معيار التعامل مع الحياة.
 - لا يكفي معرفة الحق بدون بصيرة ووعي؛ لأن بدون ذلك يكون الإنسان عرضة للشك والتذبذب.
 
النقطة الخامسة: علامات الصراط المستقيم
الله سبحانه وتعالى يبرز ثلاث علامات للصراط المستقيم:
- سيرة الإنسان الصالحة
اتباع حياة الأنبياء, الأئمة والصالحين. - تجنب الأفعال التي توجب غضب الله
مثل قطيعة الرحم والعقوق. - الوعي والبصيرة
الإنسان الذي لا يملك بصيرة يسير في الطريق المعوج. 
النقطة السادسة: أهمية الفهم الواعي في تبني الإيمان
- يجب أن يكون الإيمان مدعومًا بفهم وعقل وقلب.
 - هناك فرق بين التبني الاجتماعي للفكرة وبين الفهم الحقيقي العميق.
 - من يتبع الدين فقط اجتماعيًا أو تقليديًا دون وعي حقيقي يكون عرضة للشك والريبة.
 
النقطة السابعة: العقل والقلب في الإسلام
- العقل مصدر التقدير والسمو، ويعتبر أساس التكامل الإنساني.
 - القلب مصدر الإحساس، والقرآن يجمع بينهما كعنوان لشيء واحد: الإدراك الكامل.
 - القلوب القاسية لا تفهم ولا تبصر.
 
النقطة الثامنة: العلاقة الحقيقية مع الله
- النصر الإلهي لا يتحقق إلا بوجود علاقة حقيقية مع الله.
 - الإنسان يدعو الله ويطلب منه العون والتوفيق.
 - هذه العلاقة تتجلى في الاستعانة بالله في الشدائد والتسليم لإرادته.
 
اللهم اجعلنا ممن يحيون بذكرك، ويموتون على حب أوليائك، ويُبعثون في زمرتهم.
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين، وعلى أخته زينب، وعلى أخيه أبي الفضل العباس. ورحمة الله وبركاته.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.