المقامات المعنوية الجامعة لأمير المؤمنين هي التي أوجدت الغدير
آمل أن يكون هذا العيد مباركاً على جميع الشعوب المظلومة.
أسأ ل الله تعالى أن يلقي نظرة خاصة على هذه الأمّة العظيمة الحاملة للواء الا سلام في هذا العصر، وأن يهبها عناية متميزة.
ما عساني قائلًا حول شخصية اًمير المؤمنين(ع)، وما عسى غيري أن يقول، إنه من المستحيل أن يستوعب البشر أبعاد هذه الشخصية العظيمة ولو تواصلت أحاديثكم اشهر متوالية!
من وصل الى مرحلة الكمال، وكان مظهراً لجميع أسماء الله جل وعلا وصفاته، يجب أن يكون عدد أبعاده مساوياً لأسماء الباري تعالى (أي ألفاً)، وليس بمقدورنا تبيين بعد واحد منها.
لقد اجتمعت الأمور المتناقضة في هذه الشخصية، حيث لايستطيع المرء الإحاطة به والتحدث عنه؛ انطلاقاً من ذلك، فالأفضل أن اكون صامتاً في هذا المجال. لكنّ هناك مسألة يحسن بي تناولها، وهي عبارة عن الإنحرافات التي تعرضت لها الشعوب وخاصة شيعة الامام علي (ع) منها علىّ مر العصور، والأيادي التي أوجدت تلك الانحرافات والدسائس والمؤمرات على امتداد التاريخ.
لاتعتبر قضية الغدير بذاتها أمراً مهماً لأميرالمؤمنين (ع)، إنّه هو الذي أوجدها. لقد أحدثت تلك الشخصية المباركة الذي يعد مصدراً لجميع الأمور، قضية الغدير.
لاقيمة للغدير بالنسبة له؛ الذي يملك القيمة هو الإمام نفسه، ومن ثمة جاءت قضية الغدير عقب ذلك. لما لاحظ الله تبارك وتعالى أنه لا احد بعد رسول الله (ص) يستطيع إجراء العدالة كما ينبغي وبكل ما للكلمة من معنى سوى ذلك الرجل، أمر رسوله الكريم (ص) بتنصيبه خليفة وقائداً للحكومة الالهية.
إن تصيب الامام خليفة من مقاماته المعنوية، وذلك لأنّ مقاماته المعنوية الجامعة هي التي أوجدت الغدير.
صحيفة الإمام، ج20، ص: 95