قامات إسلامية: إطلالة على السيد الطالقاني.
قامات إسلامية (1) : إطلالة على السيد الطالقاني.
بمشاركة: سماحة السيد أمير العلي.
التغطية المصورة:
التغطية الصوتية:
التغطية المكتوبة:
- العنوان: قامات إسلامية (1) : إطلالة على السيد الطالقاني.
- الزمان: 13 مارس 2019 الموافق6 رجب 1440 هجرية.
- المتحدث: سماحة السيد أمير العلي.
- المكان: منتدى السيدة المعصومة (عليها السلام) الثقافي – قم المقدسة
أهـــم النقــاط:
- مقدمة
- الولادة
- الدور التبليغي
- علاقته مع الجماعات الحركية
- بعض رؤاه
استضاف منتدى السيدة المعصومة (ع) الثقافي بمدينة قم المقدسة وضمن برنامجه “الملتقى الأسبوعي” سماحة السيد أمير العلي بتاريخ 13 مارس 2019 الموافق6 رجب 1440 هجرية، في اطلالة على شخصية السيد محمود الطالقاني، وخلاصة ما تفضل به:
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
مقدمة:
نحن بحاجة إلى قراءة الشخصيات التي سبقتنا والتي هي مشحونة بالتجارب، فهذا يعطي طاقة ومخزوناً للاستمرار في الطريق، والقرآن أبرز هذا الجانب بتكرار قصص الأنبياء، ومن فوائد قراءة سيرة هؤلاء أيضا هو تبيان حقيقة الطريق الذي نسير فيه ومعرفة مدى التحديات وحجم التضحيات التي قدموها فنحصل على رؤية أكثر وضوحا، وبالتأكيد بعد النظر إلى كل التجارب سنخرج بنتيجة محكمة عن الواقع.
- السيد محمود الطالقاني شارك في الواقع الجهادي بمشوار زمني طويل، فالثورة لم تأتِ بلا مقدمات بل هي نتيجة تراكمات تاريخية من الحركة الدستورية إلى السيد حسن مدرس إلى مصدق والسيد الكاشاني وغيرهم، السيد الطالقاني عاش في فترة الحركة الدستورية واهتم بطباعة كتاب تنبيه الأمة وتنزيه الملة وكتب له مقدمة.
الولادة
والده السيد أبو الحسن الطالقاني شريك للسيد حسن مدرس، إذًا ولد الطالقاني في هذه الأجواء الجهادية، يقول عن نفسه: “منذ أن فتحت عيني على الدنيا وأنا أسمع في كل ليلة خبراً عن الحوادث المرّة، والدي من العلماء المجاهدين، حينما يخرج من البيت نخاف عليه من الاعتقال حتى يرجع”.
لما ذهب إلى قم عاش نفس الأجواء ويقول: “كان الناس فيها تحت ضغط الاستبداد، تم منع حجاب النساء، ومجموع ذلك يضغط عليّ حتى ترك فيّ أمراضا ستبقى معي إلى آخر عمري”.
وفي قم درس حتى نال إجازة الاجتهاد من المرجع الشيخ عبدالكريم الحائري كما ينقل بعضُهم.
بعد انتصار الثورة اقتنع بقيادة الإمام الخميني وسار تحت لوائه وكان يكرّر ويركز على قيادته، وهنا درس كبير، فعادة الشخص خصوصا الرمز الحامل لأفكار ونظريات خاصة به يستقل بفكره وعمله، ولكن الطالقاني لم يكن كذلك بل كان مستقيما تحت راية الإمام الخميني، ويُعبّر السيد القائد عنه بأنه خرج من المتحان ناجحاً.
الدور التبليغي
هو من طالقان شمال ايران ولكن استقر والده في طهران وهو استقر في طهران أيضا، نشط دوره التبليغي في مسجد هدايت فكان يعطي دروسه التفسيرية المشبّعة بالاتجاه الحركي حتى أن السافاك في التحقيق معه كانوا يقولون له لماذا تركز على الآيات الحركية ألا توجد آيات أخرى؟!
كان رواد مسجد هدايت متنوعي الفكر فكان مهدي بازركان، ومحمد مهدي رجائي، وأبو الحسن بني صدر، والسيد نواب صفوي، وعلي شريعتي، وكان درسه تفاعليا أيضا مع الشباب الآخرين، إذًا هذا المسجد هو محور العمل التبليغي عنده.
- كتب تفسيره “قبس من القرآن” في السجن، وكان يكتب من ذاكرته.
دار نقاش في إحدى الجلسات حول الجهود الفكرية في إيران فقال الشهيد مطهري بأن النهضة في إيران نتيجة لجهود الطالقاني.
للسيد الطالقاني شخصية قوية جدا حتى أن الجنود يهابونه حتى أن بعضهم لا يتجرأ على التعرض له، كان يقول إن الألم الذي ينتابه هو سماع عذابات المساجين، طبعا بعض أفراد الشرطة من المؤمنين فكان في قلبهم تعاطف، وهذه النقطة استفاد منها الإمام الخميني وعول على إيمان الجنود وتعاطفهم مع الشعب في المسيرات.
علاقته مع الجماعات الحركية
اشترك في الثورة أطياف عدة بل كل الشعب اشترك من الحركات إلى الجماهير.
ميزة السيد الطالقاني تواصله مع كل الأطياف وله موقع مهم عند الكثير، ولذلك كانت علاقته محل تساؤل وشك عند البعض حتى حسبه البعض أنه من العلماء الليبراليين!
- فدائيو إسلام: حركة تؤمن بالكفاح المسلح، وللطالقاني علاقة بهم وخاصة بالسيد نواب صفوي البارز في هذه الحركة، ومرّة من المرات آوى السيد نواب وبعض جماعته في بيته بعد قيامهم بعملية مسلحة.
- حركة نهضة الحرية (نهضت آزادى): يرى البعض أن للسيد الطالقاني دوراً في تأسيسها مع مهدي بازركان والسيد سحابي، ولكن الذي يبدو أنه قد دُعي لها بعد التأسيس.
لا يدل دخوله معهم على تبني جميع أفكارهم، لو قرأنا البيان التأسيسي للحركة لوجدنا أنها في جوها العام أنها إسلامية وطنية قومية، فهم في هذه الاجواء وهدفهم التركيز على الحرية وينتمون بشكل صريح إلى مصدق فيقولون نحن مصدقيّون.
طبعا مصدق عليه بعض الملاحظات الفكرية، وكذلك بازركان بل إن الامام الخميني لم يكن مقتنعا ببازركان ولكن وقت الضرورة آنذاك لم يكن إلا هو المناسب لرئاسة الوزراء، طبعا حركة الحرية اختلفوا مع رؤية السيد الامام في الحرب مع البعث.
السيد الطالقاني يرى أن كل طريق يعمل على تحقيق هدف النهضة فإنه يستحق التفاعل معه مالم يجد في دعمه محذوراً واضحا.
اطلق سراح الطالقاني قبيل انتصار الثورة وفي هذه الفترة خرج من حركة الحرية.
الشهيد بهشتي يتحدث عن دور الطالقاني في مجلس الثورة الإسلامية: الطالقاني يختلف مع الدولة المؤقتة لبازركان، كان يصر على إسلامية الثورة خلافا لحركة النهضة الرافعة لشعار القومية، ويصر على نظام الجمهورية الإسلامية.
هناك شبهة عن علاقته مع حركة “مجاهدي خلق” فهل كانت له علاقة معهم بالفعل؟
الجواب: لا، لكن منهجه الاحتوائي للأطياف المختلفة هو سبب هذا التوهم، فهو يرى أن الشباب نزيهون فيحتويهم ويقول: “حتى لو كنا لا نقبل جميع أفكارهم فإنهم يكونون تحت رقابتنا ونظرنا، أما لو ابتعدوا فلن نقدر على إمساكهم”. لكن مواقفه حاسمه عندما يشخص التكليف في عدم التعاطي مع بعض الأطراف ومن المواقف الدالة على ذلك:
- بعض رفاقه في السجن يقول أن شخصا في السجن نحن نعتبره شيوعيا ولكن السيد يقربه، وبعد مدة وعلى جلسة طعام اعترف الشخص بأنه شيوعي فأمره الطالقاني بالقيام عنهم.
- وفي موقف آخر يقول مهدي غيوران وهو مقرب من الطالقاني: ذات ليلة جاء شخص من هؤلاء وتحدث مع السيد ثم جاء السيد إليّ وسألني: هل تغيرت رؤى هؤلاء ؟ وقال بعدها: من الآن لا يجوز دعمهم ماليا.
بعض من رؤاه
- رؤيته لنظام الحكم: يظهر من كلماته أنه يؤمن بمبدأ شورى الفقهاء، ونجد ذلك واضحا في مقدمته على كتاب تنبيه الأمة، ولكن لا نعرف رأيه النهائي صريحا وجزما لأن له بعض الكلمات في الأحكام التي لا تنسجم إلا مع ولاية الفقيه، ربما يمكننا تسمية هذه الشورى بالشورى الدينية، فهو يؤمن بالشورى لا على إطلاقها.
- كلامه عن الحجاب: يتناقل البعض أن له كلاما مخالفا في الحجاب، ولكن لو رجعنا لكلماته لوجدناه يقول صراحة بأن الحجاب أمر قرآني (نص) لا يتزلزل.
- لفتة تفسيرية من خطابه في الفيضية متحدثا عن مراحل الثورة: (يا أيها المدثر قم فأنذر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر)
المدثر تعبير عن مرحلة التأمل الفكري.
قم تعبير عن الحركة والنشاط.
فأنذر تعبير عن التبليغ.
وثيابك فطهر تعبير عن الانقطاع عن الدنيا.
والرجز فاهجر تعبير عن التواضع وبنذ الاغترار بالشخصية.
لا تمنن تستكثر تعبير عن استقلال الخير.
- ختاما كان السيد الامام الخميني يعبر عنه بأنه كلسان أبي ذر وكسيف مالك الأشتر.